لا تكبري يا حلا ! لماذا كبرت يا حنان؟
وأنت أيضاً يا عدنان!
ثلاثة أسماء حقيقية لشخصيات ثلاث من متلازمة داون، بلغوا من العمر عتياً بعد أن كانوا بمراكز للتربية الخاصة بعمّان لكن بما إنهم تجاوزوا سن الخدمات المقدمة لهم، عليهم مغادرة المركز إلى حيث لا رجعة وغيرهم الكثير.
إلى لا مكان يؤويهم سوى جدران المنزل، نعم، نعلم إنّ البيت محضنهم الأول والدائم لكن هل يعقل أن يكون هذا حالهم ومآلهم
ألا يوجد تخطيط وتنظيم بحيث ينتقل هؤلاء الأفراد من مكان للصغار إلى مكان آخر مؤهّل للكبار، يتم تأهيلهم بشكل قوي إلى مرحلة التشغيل وسوق العمل ليشقوا بعد ذلك طريقهم إلى ما بعد المراكز.
نعود إلى حنان وحلا وعدنان – ليس لكم مكان بيننا تجاوزتم السن القانوني المسموح لكم البقاء فيه بيننا – 16 سنة
لقد غادروا المركز وهم في أوج عطائهم في أوج نشاطهم في أوج إدراكهم و كانوا بحاجة إلى القليل من التمكين والتأهيل المهني (الدفشة الأخيرة) لينطلقوا بعد ذلك إلى العمل والإعتماد على أنفسهم.

أتساءل أين الخطط والمخططات؟ أين الخدمات والقوانين؟ لا بل أين الحقوق؟
صدمة يعيشها الأهل وحدهم، ليس بتاريخ خروجهم من المركز، بل قبل ذلك بسنوات، لذلك لا يتمنون أن يأتي هذا اليوم المرتقب كي لا ينتهي الحال بأبنائهم في المنزل.
هل يكون الحل: يا جماعة لا تكبروا – لماذا كبرتم؟ ما فائدة عمركم؟ مكافأتكم إقالتكم من مراكزكم – حيث لا مكان
انتهت خدمتكم… أم أن الحل الأفضل هو تخصص بعض المراكز بالتأهيل المهني وإعداد الشباب والشابات من ذوي متلازمة داون ومن ذوي الإعاقات الذهنية الأخرى إلى سوق العمل…
ماذا لو تم التنسيق بين المراكز والجهات المختلفة في المرحلة التي يقومون بتغطيتها كي لاتحدث مثل هذه الفجوات التي حين يفقدها الشخص ذو الإعاقة بمرحلة مهمة مثل هذه فإنه سيفقد مرحلة أهم بعد ذلك.
انتصار الخطيب معلمة لغة عربية متقاعدة وهي شقيقة الشابين أمجد (عاش 47 عام) وأيمن (عاش 52 عام) رحمهما الله وكلاهما لديه متلازمة داون. ساهمت انتصار في تأهيل وتمكين أخويها حتى تمكنا من العمل والإندماج في المجتمع. من واقع تجربتها أسست مباردة متلازمة داون معهم حياتنا لها معنى وقائدة مجموعة سنا للدعم الأسري في محافظة الزرقاء.
اترك تعليقاً